عدد المساهمات : 918 نقاط : 2668 شكرآ : 0 تاريخ التسجيل : 05/01/2010 الموقع : https://hamess.own0.com
موضوع: باب المدينــــــــه قصه تحزن لها العيون من الفنان الخميس يناير 21, 2010 1:37 pm
بسم الله الرحمن الرحيم
وقفت الام تحمل على يديها الطفل الصغير على باب المدينه فلاحه قادمه من القريه البعيده تطرق باب المدينه ومعها طفلها لم تكن تعرف ان المدينه لها سور وان فى السور ابواب وعلى الابواب حراس فى اياديهم السلاح وفى جباخاناتهم الذخيره الحيه وفوق رءوسهم الخوذات وعلى صدورهم وفوق اذرعهم الدروع وان باب المدينه يبدا من الارض ولا ينتهى الا فى السماء ويسد عين الشمس وعين النهار وظلام الليل وحر بؤونه وبرد امشير وغبار الخماسين وان باب المدينه يفتحه الحارس عندما يعطيها الاذن بالدخول ويغلقه من بعد دخولها مباشرة.
لم يكن باب المدينه مثل باب البيت الذى اخذوه منها فى القريه البعيده ليس باباَ من الخشب له ضبه وله مفتاح ولكنه مثل قضبان السجون التى يعيش وراءها زوجها السجون التى ملأت القرى والبنادر والمراكز التى حولها.!
وقفت الام والطفل الصغير تطلب من الحارس الاذن لها بالدخول ولكنه لا يستطيع فقال لها اين اوراقك فقالت انها لا تحمل حتى الصوره التى توضع فيها الصوره والاسم وبصمه الاصبع وياخذونها من المركز سالها عن المكان التى اتت منه اشارت الى ابعد نقطه عند حافه الافق سالها عن المكان الذى تقصد الذهاب اليه فقالت لقمه العيش والدار التى تؤويها والقلب الحنون الذى تشرب من نبعه والجدار الذى تستند الليه قالت ان عجوز قريتها الرجل الذى كان فى حلقه الذكر مع عرابى الذى كسره الولس قال لها عليك بمدن فهى اماكن السعاده فى هذا العالم بهجه المحزون وامان الخائف وراحه المكروب ولقمه العيش الساخنه للجائع وامل كل من هدهمه التعب
عجب العسكرى لقولها وهف له قلبه ولانه اصلا من القرى البعيده ولا يحب فى وقفته هذه ان يتذكر حكايه الهجره جبال الهموم التى فوقه والتى بداخله قال لها انه سيدخلها المدينه بشرط ان يفتسها تفتيش ذاتى قوانين المدينه تنص على انه فى حاله التفتيش الذاتى للمراه لابد وان تقوم به المراه وقوانين حكم المدينه تقول بالخط العريض انه لابد منه تفتيش كل انسان يدخل المدينه ذاتيا اختفى الامان ولابد من التفتيش فى عصرنا خلق الانسان لكى يفته الاخرون المهم انه لا مفر من التفتيش عليها الانتظار لحين حضور المراه التى تفتش النساء اللاتى يرغبن فى دخول المدينه سالته وهل تغيب المراه طويلا قال انه لايعلم مر عام على اخر مره حضرت فيها ومن يدرى متى تحضر
سكت العسكرى وان كان يبدو كان على شفتيه كلمات لم يقولها فهمت هى الامر قالت انها تقبل ان يفتشها هى ذاتيا وان كانت لم تفهم معنى الكلمه حتى لا تنتظر مده قد تطول خلف المبنى الذى يستعمل لمركز لتفتيش الداخلين الى المدينه وضعت ابنها الذى كان قد نام على الارض وبدات تستعد للتفتيش كان الهواء راكدا وكان معلقا فيه رائحه عفونه ونتانه وتخمر البول وكانت النباتات الشيطانيه والتى لم يزرعها احد تملأ المكان داست على الاغصان اليابسه تزكرت الاغصان الطريه فى قريتها قالت فى نفسها لم يكن هناك مفر من الرحيل وقف العسكرى ينتظر حاول ان يبعد الطنين المتوالد فى اذنيه وعندما فشل فى ابعاد الطنين حاول ان يقبض عليه بيديه وبدا له مستحيلا كان الطفل قد نام كان فمه مفتوحا وكان مستغرقا فى النوم رغم ان نصف بياض عينيه كان يبدو من تحت الرموش الطويله وكان قد بدا يحلم تحركت شفتاه وقال كلمات مهمسه عن البيت والعمل والاب قال الدفء والامان والايام القادمنه تنبه العسكرى على صوط الطفل فاكتشف انه لا يستطيع التفتيش دماغ الطفل ولا دماغ امه وتلك هى المهمه الصعبه لم يدرى قد تسلل الى المدينه امور خطيره نظر الى المراه التى لم تعرف تستعد للتفتيش الذاتى كانت قد اكتشفت وجود زهره بيضاء نبتت فى الارض وراء مركز التفتيش كانت تجلس على الارض تنظر الليها وتبحث بعينيها عن ماء تروى به الزهره كانت تتحس صدرها الذى يبدو مثقلا باللبن نظيفا بكرا قال العسكرى فى نفسه انالمرأه القرويه تفكر فى رى الزهره البيضاء بلبن صدرها الابيض كل الامور الخطيره مثل سحب الشتاء تاتى بعضها تزكر العسكرى انه داس بقدميه اللاف الزهور البضاء والخضراء والزرقاء ومن كافه الالوان كلما اتى الى هنا للتبول او لتفتيش احد بصوره ذاتيه بدا له الموقف سخيفا كان الطفل يحلم والمراهع تبحث عن مياه تروى بها الزهره البيضاء كانت المراه الاولى فى حياة العسكرى التى واجه فيها موقثف مثل هذا وقبل ان يفكر طويلا فى الامر وبدلا ان تاخذه بحور الفكر الى اخر العالم وتذهب به الى حضن السماء الذى تنام فيه القريه البعيده البعيده وتعود به الى حضن الجبل الذى تنام فيه المدينه القريبه القريبه وقبل ان يربط بين المراه القرويه الفلاحه التى يمتلا صدرها باللبن الابيض البكر غير المغشوش وكل بين كل الاشياء الجميله فى حياته انتصب العسكرى فى وقفته وامسك بسلاحه واصدر اوامره للمراه ان تحمل طفلها الذى يحلم بالمستقبل ان تقف خارج باب المدينه حتى تحضر امرأه لكى تفتشها ذاتيا وحتى يحضر هضابط الكبير المختص لتفتيش الادمغه بحثا عن الافكار الغريبه حتى يكون موقفه سليما ولا يقدم للمحاكمه حزنت المراه اصبحت عينيها ورموشها اكثر سوادا وخاف العسكرى على نفسه من بحار عينيها المجهوله الشواطئ صحا الطفل من حلمه بالاب والدفئ والبيت على صوط ضرب البندقيه فى الارض وقفت الام وعلى يديها الطفل الذى لم يعد قادرا على النوم ولا على الحلم وقف بالقرب من باب المدينه فى انتظار المراه المفتشه والضابط الكبير هبت رياح الاحزان عليها ولكن ما افظع الام كان الجفاف دموع العين عذبها البحث عن دمعه واحده تقلل من طعم الملح بالعين قالت فى نفسها اسعفينى يا دموع العين ولكن العين لم تسعفها يتسلل اليها خاطر افزعها هل يجف اللبن فى الصدر ايضا من كثرة خوفها على طفلها وعلى الزهره البضاء وعلى العسل المسكوب فى صدرها خافت من التفكير فى هذا الامر وقفت الام حائره تحمل الطفل كانا ينتظران