عدد المساهمات : 918 نقاط : 2668 شكرآ : 0 تاريخ التسجيل : 05/01/2010 الموقع : https://hamess.own0.com
موضوع: إيَّاكم و الإزعاج الخميس يناير 21, 2010 7:50 pm
قصة قصيرة
بثقة غريبة ، تناول ما أمام الابن وراح يلتهمه بنهم شديد أفراد الأسرة فى ذهول ، وقد عقدت الدهشة ألسنتهم وأيديهم , همس الرجل لزوجته الجالسة عن يمينه : - من يكون ؟ = ألا تعرفه ؟ - سألتك من يكون = ظننته صديقا حميما لك ( التفت الى الإبن الجالس عن يساره ) - أتعرفه ؟ • لم أره قط .... أليس قريبا لك ؟ - تعرفون جميع أقاربى .... سل أختك دون أن تسبب حرجا للغريب • هل تعرفينه ؟ ـ لا ..0 ربما يكون زميلا لوالدنا ( التفت الإبن هامسا لأبيه ) .. أختى لا تعرفه الغريب يشطر الرغيف .. يلتهمه على مرتين .... يعود الى الملعقة .... يجول بها بين الصحاف وفمه بخفة ورشاقة . استبد القلق بالجميع.. شردت أفكارهم .. كل داخل ذاته .. نظراتهم تتابع ملعقة الغريب بدهشة واستغراب .. بينما هو لا يعبأ بمن حوله .. ( قطع صمتهم ) هل من مزيد ؟ الطعام شهى للغاية .. تهلل وجه السيدة .. هبت من فورها مهرولة الى المطبخ وهى تردد " بالهناء و الشفاء ، حالا سأزيدك " وجاءت بصحن يمتلئ بالأرز .. اختطفه منها قبل أن تضعه على المائدة .. خيل للجميع أنه لا يلوك الطعام ، بل يزدرده كمن يقذفه فى بئر عميق . عاد أفراد الأسرة الى الهمس . - جائع ، مسكين - لعله عابر سبيل - كأنه لم ير طعاما قبل اليوم - ( الأم فى دلال ) ولم لا أكون طاهية ماهرة ، جذبته رائحة طعامى ، أفقدته رشده حتى نسى الاستئذان هب الغريب واقفا .. جذب الإبن من ذراعه.... أرنى أين أغسل يدىّ ( خائف ذا هل ) توجه به الابن الى حيث يغسل يديه . ( فى أسى ) نظر الأب الى المائدة الخاوية صحافها : - لم يترك لنا طعاما نأكله = ( واسته الزوجة ) .. لا تندم .. ربما يعدّ لنا الله مائدة فى الجنة بسبب هذا الضيف - لا تقولى ضيف .. لقد اقتحم بيتنا ، وأكل طعامنا دون أن يؤذن له.... ثم.... كيف أسكت صراخ معدتى ؟ • وأنا يا أمى .. لا أحتمل آلام الجوع = هيا ياابنتى .... ساعدينى حتى نسرع فى إعداد طعام آخر ( خرجتا الى المطبخ ) دخل الغريب.... استقبلته نظرات صاحب البيت.... تفرس ملامحه.. رجل فى العقد الرابع من عمره.. ذو لحية سوداء إلا من بعض شعيرات بيض .. طويل القامة.... نظراته ثاقبة.. يضع فوق رأسه قبعة.. يرتدى ملابس أنيقة، تدل على ثرائه ... جلس على مقعد " فوتيه " فى الناحية الأخرى من مائدة الطعام.... لم يأبه بصاحب البيت الجالس أمامه .. أخرج علبة سجائره الذهبية .. أشعل سيجارة، نفث دخانها، ليكوّن سحابة زرقاء غطت وجه الرجل.... وضع ساقا فوق أخرى .. نظر فى ساعة معصمه .... ا اتجه ببصره نحو التلفاز المغلق.... - حان موعد نشرة الأخبار.... ألا تتابعها ؟ = من أنت ؟ - لا يهم.... لكنى أحب هذا البيت = هل تعرف هنا أحد ؟ - ربما نتعارف فيما بعد = هل.... - أنت كثير الكلام.... افتح التلفاز حتى نرى النشرة = " متهكما ".. هل لى أن أشرف باسمك ؟ - " بلهجة آمرة " افتح التلفاز حتى نرى النشرة من أولها ( كاظما غيظه ) اتجه الى التلفاز.... فتحه .... ( مخاطبا نفسه ) .. سأصبر عليه.. العجيب أنه يتصرف فى بيتى بمنتهى الثقة.... ربما خانتنى الذاكرة فى معرفته ؟! .. جلس يستعرض شريط عمره.... فرك يداه .... لا أعرفه .... أنى متأكد .. لم أره قبل اليوم .. ترى من يكون ؟ .. أسئلة شتى تطحن رأسه .. أفاقه صوت الصحاف والزوجة تضعها فوق المائدة .... الغريب ينظر الى المائدة .. وقف ...ا تجه نحوها .... ( ودون أن ينبس بكلمة ) خرج من البيت .. - سقط قلبى حينما ذهب الى المائدة • ظننته سيحرمنا الطعام مرة أخرى = ألا نستحق منه كلمة شكر ؟! ولج بيتنا صامتا ، وخرج منه صامتا ! وبينما هم فى طريقهم الى المائدة .... دخل الغريب " مشيرا لمن معه " تفضلوا .... جمع من الرجال بهيئات وملابس مختلفة .... دخلوا .... التفوا حول المائدة .. تجمّد الرجل وأفراد أسرته فى مكانهم ، كأنهم تماثيل فاغرة الأفواه .. ابتسم الغريب .. سأل السيدة .... ألا توجد مقاعد أخرى ؟ = .................................................. ............ لايهم .. ( للرجال ) من ليس له مقعدا ، يمكنه تناول الطعام واقفا انطلقت أيادى الرجال الى الطعام فى مباراة شرسة ، سرعان ما التهموه ، حتى بدت الصحاف نظيفة .. شكروا الغريب .... صافحوه .... خرجوا جميعا .. دبت الحياة فى التماثيل .... قفز صاحب البيت يحكم إغلاق الباب بينما تخاطبه الزوجة : = انتظر حتى يخرج الإبن ليشترى لنا طعاما - لا داعى.... ربما يأتى الغريب بآخرين = صدقت .. لا داعى اليوم لتناول وجبة الظهيرة - ( غاضبا ) تعرفينه أكيد = لا .... لم أره قبل اليوم - كنت مهتمة به .... سريعة فى تلبية طلبه = ظننته زميلا لك أو صديقا قديما - كان يأمرك فتلبى = هل تشك بى ؟! - أشعر بعظام رأسى يتفتت .... عقلى لا يستوعب ما حدث .... لعله كابوس - ربما سمع عن جودك ياوالدى ( قال الإبن ) - " أكملت الابنة " فأتى بأصدقائه .... هذا أقرب الاحتمالات يا أمى = ( الأم بصوت يختنق بالبكاء ) لم أر هذا الغريب قط .... ( للزوج ) أقسم لك ما رأيته قبل اليوم .. أرجوك اهدأ .... حاول أن تتذكر .. أليس من أصدقائك القدامى ؟ .. تذّكر .. قد يكون زميل دراسة . - ( ضرب رأسه بكلتي يديه ) لا أذكره .... لا أعتقد أنى رأيته منذ وُلِدت .... " تحسس بطنه " لا أحتمل الجوع ، وقد أمسينا ( لابنه ) اذهب يا بنى واشتر لنا طعاما .... - ( مستدركا ) إحذر أن يراك أو يتبعك . وبينما الابن يفتح الباب ، إذا بالغريب أمامه .. دفعه .. أمر من معه بالدخول .. اندفع صاحب البيت ثائرا .... فاردا زراعية .. يصرخ فيهم " لن يدخل أحد " حملوه - دعووووووووووووووونى خرجوا به - اخرجوا من بيتــــــــــــــــــــــــــــي طرحوه أرضا .... تكوم يصرخ ألما .... دخلوا البيت .. واجهتهم السيدة ، وقد اعتراها الغضب ، كيف تسوّل لكم ضمائركم أن تعاملونا بكل هذه القسوة ، وقد أكلتم طعامنا ( صارخة) اخرجوا .... دفعوها بقوة .. سقطت بجوار زوجها .... عادوا ينفضون أيديهم .. أوصد أحدهم الباب .. صريخ وعويل بالخارج .... على وجه الابن وأخته ارتسمت كل آيات الهلع وهما يواجهان الغريب الذي بدا واثقا .. ضاحكا .. وبنبرة هادئة قال لهما .. يمكنكم أن تبقوا معنا إن شئتم .. لكن بشرط ...... إياكم والإزعاج .... الآن .... البيت بيتى و الرجال شهود