. .•°•. .•°•. غلطتـــــــــى .. . .•°•. .•°•.

غلطتي أني لم أتحرى عمق بحرٍ اقتحمته ببراءة طفلة ،،،

عَبِثت بأمواجه كدمية مطيعة دون أن تفكر ،،،

بأن يمكن للطاعة أن تتحول إلى طغيان جارف ،،،

فَغَرِقتُ بأمواج حبٍ كان ولم يزل دون أمل...

وها أنا قد انهرت من جديد ،،،

ولم أقوى الاستمرار في تظاهراتي بالتماسك

وعاودت البحث عنك ،،،

بحثت عنك في كل مكان

بيني وبين نفسي ،،، فلم أجد سوى وحدتي

بين أشعاري ،،، فلم أسمع سوى أنين حروفي

فذهبت بعيداً حيث كان لقيانا ،،،

وجدت ظلالاً تشبهنا أنا و أنت ،،، تذكرت أيامنا الراسخة بوجداني

فقاطعتني أصوات ضحكاتنا التي سكنت المكان

أفقت من تخيلاتي فلم أجدك...

وأعلم أني لن أجدك ،،،

وكيف سأجدك؟؟! وأنت قد أتممت مسرحية خداعك بنجاح

وسُدلت ستائر خيانتك بأمر منك ،،،

فكنت أنا بطلة روايتك الرخيصة والمتفرجة الوحيدة

التي طالما صفقت لك كلما انتهيت من تأدية مشهد حب ببراءة وبراعة ،،،

أعترف أني قد مثلت دور الضحية باتقان
فلم يخطر لي أن تكون أنت جلادي ،،،

و أعترف كذلك أني كنت الضحية التي مازال نزف جرحها
يجالس ظلمات الطرقات ونفحات البرد في ليالي الشتاء الحزينة
لعله يغفو ويذبل...

فلنشارك يا قلبي الطيور رقصها اليوم ,,, لنرقص على جراحنا ،،،

ولتحاول وحشة الليل يائسةً مواساتنا ،،،

و لينظر لنا القمر بعطف وشفقة ،،،

ولتمطر دموعه عليّ وعليك فتببل ثيابنا ثانية بعد أن تكون تبللت دموعاً

فأنا لم أعد استشعر رعشات البرد فأهوى الدفء واسعى اليه ،،،

فالدفء يذكرني بك ولم تعد ذكراك تستهويني

فأنت أمسيت لي ،،، ذنباً لن أتوب عنه ولن أعود اليه ،،،
جرحاً لن أنساه ولن أبكى عليه ...

وها أنا قد لعنت يوماً ازددت قرباً فيه منك ،،،

وأحرقت يداي لأخلصها لعنة دموعك التي أتعبت أناملي الدافئة ،،،

و حرمت عيناي نوماً لتنسى نظرتك
التي طالما سلبتني ذكائي فكنت معك كالغبية ،،،

أطبقت على قلبي وسجلته ضمن الوفيات فأنفاسه باتت تخنقني

ووحدها هي تُبقي بذلك الخيط الرفيع المتبقي لعرش ملكك لي ...

فأنت من خلقت مني جلاداً ينتظر ضحيته بشغف الانتقام ،،،
وأنت من صنعت مني ممثلة بارعة لن تجيد بعد ذلك سوى أدوار الغدر والخداع ،،،
وأنت من سيكون جرحك الأبدي على يدي الناعمتان المتشوقتان لنهايتك...
: