قصر الحب والسلآم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قصر الحب والسلآم

منتديات الحب والسلام عالم من الابداع
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 بيننا "شبح"...... إسمه أبوها.. ...قصة قصيرة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin
Admin


عدد المساهمات : 918
نقاط : 2668
شكرآ : 0
تاريخ التسجيل : 05/01/2010
الموقع : https://hamess.own0.com

بيننا "شبح"...... إسمه أبوها.. ...قصة قصيرة Empty
مُساهمةموضوع: بيننا "شبح"...... إسمه أبوها.. ...قصة قصيرة   بيننا "شبح"...... إسمه أبوها.. ...قصة قصيرة Icon_minitimeالأربعاء يونيو 09, 2010 5:57 pm



بيننا "شبح" إسمه أبوها.. قصة قصيرة

هل تشعر بالغيرة من زملاء زوجتك في العمل؟ طبيعي جداً. هل تتضايق من رفاقها السابقين في الجامعة إذا

اتَّصلوا يسألون عن أحوالها؟ طبيعي أيضاً. هل تنفجر أعصابك إذا سهت وذكرت أمامك اسم خطيبها السابق؟

عادي ويحصل في أحسن العائلات. لكن مشكلتي مع سُلافة، زوجتي، لا تكمن في أي من هؤلاء بل في والدها،

عمِّي الذي يُهيمن على حياتها وكأنه الطَّرف الثالث في العلاقة.

أعرف أنّ كل فتاة بأبيها مُعجَبَة، وأنّ هناك مَن تبحث في زوج المستقبل، عن ملامح والدها وشخصيته وحتى

شكله الخارجي. وكنت قد قرأت اعترافاً للأديبة غادة السَّمان، قالت فيه إنها تميل إلى الرجل خفيف الشّعر،

لأنّ والدها كان أصْلَع. وفي عائلتي الصغيرة، حَسَمت شقيقتي أمرها بين شابين ممتازين، تَقدَّما لها واختارت

أحدهما لمجرّد أنّ اسمه مُطابق لإسم أبي.. أبيها.

أعرف كل ذلك وأفهمه، لكنني لم أعد أحتمل كل هذا التعلُّق بين زوجتي وأبيها. وكنت أسمع عن تعلُّق الفتيات

بأمهاتهنّ وعن مُعاناة الأزواج من الحَمَاة، التي تُحرِّض ابنتها ضدَ الزوج، لكنني أختبر وبشكل حاد،

هذا الحضور المكثّف لعمِّي في حياة ابنته. إنّها لا تخفي عنه شيئاً: ولا تُقرِّر معي أمراً، يخصّنا، من دون

مَشورته، ولا تأوي إلى الفراش قبل أن تُهاتف أباها وتتمنّى له ليلة سعيدة.

وكنت، في أوّل زواجنا، أحب في زوجتي هذا الوفاء للرجل، الذي أنجبها وربّاها. لكن سُلافة تُبالغ إلى حد يفوق

احتمالي، وتذكر والدها بسبب ومن دون سبب، وتشتاق إليه كل يوم، وتعيش معي وكأنّها "سلفة" أو قرض أودَعه

أبوها في بيتي ولن يتأخر في استرجاعه. هل هناك زوجة تُعلِّق صورة أبيها في مَخدع الزوجية؟ حين طالعتني

الصورة، في اليوم الثالث لزواجنا، شعرت بأن يداً قد امتدت إلى التقويم، ونزعت أوراق شهر عسلنا، على حين

غرّة. كيف أتذوّق العسل تحت عيني الرجل ذي الشارب الكثيف الذي يُحدِّق فيَّ؟

وعندما أُعاتبها، عتاب المحبِّين، كما يليق بعروسين في سنتهما المشتركة الأولى، فإنّها تستغرب وترفع حاجبيها

دَهِشةً قائلة: "هذا بابا.. حبيبي". فإذا كان هو حبيبها فما موقعي أنا من الإعراب؟ لذلك، لم أشعر بأنني أقوم بعمل

يُضايق سُلافة، حين رفعت صورة عمِّي عن الحائط ونقلتها إلى طاولة المطبخ، قبل أن أطفئ النور وأنْدَسّ تحت

اللحاف، إلى جوار زوجتي، حيث إنّ الأب الواقف بيننا مثل "شبح" غير مرغوب فيه؟

* هذه الغيرة بين زوجي وأبي

لم أُصدق ما رأيت، لقد امتدت يد عباس، زوجي، وأطفأ نور الغرفة كالعادة، لكنّه عاد وأشعَل النور ورفع صورة

أبي من فوق حائط غرفتنا وخَرَج بها، لا أدري إلى أين، ثمّ عاد وأطفأ النور، وجاء لينام إلى جواري ويضع رأسه

فوق صدري. كيف يجرؤ على هذا؟ وهل يُريدني أن أُبادله الحُب، بعد أن كشف عن تصرُّف سخيف إزاء أعزّ

إنسان لي في الوجود؟ ليلتها بَكيت من القهر، بصوت مكتوم، لأنّني كنت أشعر بالتمزق بين الرجلين،

وكأن واحد منهما يسحبني من ذراع ويجذبني إلى جانبه.

وعباس شاب ذكي يفهم شؤون الحياة أكثر مني. وهو قد أحبَّني وازداد تعلُّقه بي عندما رأى منزلتي لدى أبي،

وتدليله لي ودأبه على العناية بي، إلى حد التضحية بالنفس. إنّه الرجل الذي كان لي أباً وأماً بعد رحيل والدتي،

وأنا في أوّل المراهقة. ولولا وجوده القوي إلى جانبي لَمَا احتملت صدمة مَصَرع أمّي في حادث سيارة..

كنت فيها أجلس إلى جوارها في المعقد الخلفي. وعباس يعرف كل ذلك، وقد وعني بأن يُعوّضني ضربة القَدَر،

وأن يُسعدني ويعاملني مثل أميرة. والأحرى أنه وعد أبي بذلك، وقال له بالحرف الواحد: "سأضع سُلافة تحت

أجفاني يا عمّي.. فاطمئن عليها". والحقيقة أنّه لم يخلف الوعد، بل عرف كيف يجعلني أحبّه،

على الرغم من أننا لم يكن يَعرِف أحدُنَا الآخر قبل الخطبة.

لم أتصوَّر أن يَشعُر عباس بالغيرة من حبِّي لأبي. إنّ الأب هو رجل خارج حلبة المنافسة، وهو السَّنَد الذي يزيد

من قيمتي في عين زوجي، وهو الحبيب الأوّل والأعظَم والأوفَى، لأنّني أثق بأنّ الدنيا كلها قد تنساني، لكن أبي

لن ينساني أو يسهو عني. وأنا، بدوري، لا أسهو عنه بل أذكره وأشتاق إليه في كل ساعات نهاري. وعندما أغفو

فإنه حلمي الوردي، الذي يُسعدني أن أستيقظ وأشم رائحته بين أجفاني. لذلك علّقت صورته أمام سريري،

لكي يكون أوّل مَن أتصبح به في حياتي الجديدة.

كيف لا يشعر عباس بأنني أحبه كثيراً، لكنه الحب المختلف، الذي لا يمكن أن يُشبه حُبِّي لوالدي ولا أن يُقارن

به؟ وهل يفسد زوجي بحماقته، سعادتنا بسبب تفاصيل لا تضرّه ولا تنتقص من حقوقه؟ هل يُرضيه أن أضع

صورة بابا في المطبخ، مع صُوَر التفاح والباذنجان وضفائر الثوم؟ لا. لن أتنازل، لأنّها مسألة مَبْدأ.

وإذا تساهلت في البِرّ بأبي فكيف يَضمَن عباس وفائي له؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hamess.own0.com
 
بيننا "شبح"...... إسمه أبوها.. ...قصة قصيرة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» بيننا "شبح"...... إسمه أبوها.. ...قصة قصيرة
» (( الحذر الحذر من المسيح الدجال - هو بيننا الآن ))

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
قصر الحب والسلآم :: (( المكتبه الاسلاميه )) :: نسائم الجنه-
انتقل الى: