Admin Admin
عدد المساهمات : 918 نقاط : 2668 شكرآ : 0 تاريخ التسجيل : 05/01/2010 الموقع : https://hamess.own0.com
| موضوع: كيف أعبدُ ربّاً لا أراه ...... ؟؟ الأربعاء يونيو 09, 2010 6:38 pm | |
|
كيف أعبدُ ربّاً لا أراه؟!
طلب أحدهم(1) من ربِّه أن يريه نفسه؟
الله لم يستنكر ولم يستكثر عليه الطّلب، ولكنّه صحَّح له المفهوم، قال له: إنّ الشيء الذي يُرى أو يمكن رؤيته
هو الشيء المادِّيّ المحسوس المجسَّد الذي تبصره العين فتعترف بوجوده، كالجبل مثلاً.
وقال له الربّ أيضاً: أنا لستُ بجسد حتّى تراني، لستُ شيئاً من الأشياء حتى تبصرني، ولكنّني سأُقدِّم لك الدليل
على أنّني موجود وبإمكانك أن تراني من خلال فعلي أو عملي، وليس من خلال شخصي
لأنّني لستُ شخصاً مثلك.
قال الربّ للسائل: أنظر إلى هذا الجبل الذي أمامك؟ فنظر إليه السائل، فإذا هو جبل شاهق كبقيّة الجبال من
أحجار وصخور.. وقال له الربّ: سأزلزل هذا الجبل وأزيحه عن مكانه، وبالفعل حصل ما وعد به الربّ..
تلفّت السائل أو الطالب أن يرى الله يمنةً ويسرةً وفي كلِّ اتجاه، فلم يجد أحداً يهرب، أو يختبئ بين الجبال،
ونظر إلى الجبال الأخرى، فإذا هي صامدة وصامتة وثابتة في أماكنها لم تتحرّك.. مَنْ الذي فعلها؟!
بعد فترة عاد الجبلُ إلى مكانه مزروعاً فيه وكأنّه لم يبرح مكانه؟
هل الذي فعل ذلك ساحر؟
هل بقدرة ساحر – مهما كانت قدرته على السحر – أن يزيل جبلاً ثمّ يرجعه إلى مكانه؟ لم أسمع عن ساحر
مثل هذا.
فكَّر السائل في نفسه مليّاً، وقال: أنا لا أستطيع أن أرى (الصانع) بشخصه لكنّني أستطيع أن أراه بـ(مصنوعاته).
غرفةُ المكتبة التي تجلس فيها الآن.. هل أنت وحدك الجالس فيها؟ كلّا. هناك كثيرون غيرك يجالسونك فيها!
إنّهم مؤلِّفوا هذه الكتب! فأنت تعتقد بوجودهم من خلال كتبهم ومؤلّفاتهم وإن كنت لم تتشرّف بمعرفتهم شخصياً..
والنجّار صانع المكتبة، ربّما صنعها قبل أن تولد، لكنّك تؤمن بأنّ نجّاراً ما دخل هذه الغرفة ذاتَ يوم وصنع
المكتبة.. والمصباح المعلّق أو الآخر الذي إلى جوارك.. تعرف أنّ عاملاً أو أكثر من عامل في مصنع ما صنعوا
هذين المصباحين، ولم ترَ العمّال ولم ترَ المصنع، واللّوحة المعلّقة أمامك على الجدار تجزم أنّ رسّاماً ما رسمها
وهو موجود معك من خلال تحفته الفنِّيّة، والساعة التي على الجدار، والحاسوب الجالس على الطاولة، والسجّادة
التي تفترش الأرض.. إذن أنتَ لستَ وحدكَ هنا، هؤلاء شركاؤك في الغرفة رغم أنّك لم ترَ أحداً منهم.
شخصٌ آخر(2) كان يعرفُ أنّ الله يُحيي ويُميت، لكنّه لم يكن يتصوّر كيفيّة إحياء الموتى، فطلب من ربِّه
أن يريه كيف يُحيي الموتى.
مرّة أخرى، لم يرفض الربّ الطّلب ولم يستنكره ولم يستكثره، لكنّه سأل الطالب:
ألم تقل لي أنّك مؤمن بي؟!
قال له: نعم.
قال الربّ: فما حاجتك إلى الإثباتات؟
قال السائل: ليطمئنّ قلبي أكثر، وترتاح نفسي لما تراه عيني.
قال الربّ: أدخل المختبر وأجرِ التجربة التالية: هاتَ أربعة طيور واذبحها وقطِّعها قطعاً صغيرة..
واجعل كلّ قطعة في مكان منفصل، ثمّ اطلب منهنّ أن يأتينك، وسأساعدك على هذا.
وحينما التئمت قطع اللّحم المتناثر والموزَّع في أكثر من مكان لتعود أربع طيورٍ سالمةٍ ومتحرِّكةٍ، كما كانت
قبل الذّبح والتقطيع، عرف السائلُ أنّ التجربة أكبر برهان، فزادت في الإيمان وفي الإطمئنان،
ولذلك فلسنا نتردّد في الردِّ على مَنْ يسألنا: كيف تعبدون ربّاً لم تروه؟ وكيف نعبد ربّاً لم نره
وهو في كلّ شيء ومع كلّ شيء؟!
| |
|