Admin Admin
عدد المساهمات : 918 نقاط : 2668 شكرآ : 0 تاريخ التسجيل : 05/01/2010 الموقع : https://hamess.own0.com
| موضوع: محمد بن عبد الله الخميس يونيو 10, 2010 7:35 am | |
|
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على آله و صحبه أجمعين.. نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أشرف الخلق و أتم التسليم..
أما بعد...
أخواتي في الله :
في هذا الملتقى الذي أسأل الله أن تحفنا فيه الملائكة بإذن الله.. نتحدث عن أمرٍ في السيرة النبوية , السيرة العطرة
, سيرة أشرف الخلق المربي و المعلّم لنا فدائه أبائنا و أمهاتنا و أنفسنا
مـــــــــــــــــحــــــــــــــــمـــــــــــد بن عــــــــــــــــــــــبدالله
رسول الله صلى الله عليه وسلم
في هذه السيرة التي دائماً و أبداً تعلّمنا و نتعلم منها ما زلنا جميع أمور حياتنا..
أحببت أن أتحدث إليكن في أمر ٍ من الأمور التي تتعلق بالأخلاق المحمديّة الفاضلة التي علّماها لنا حبيبنا صلى
الله عليه وسلم
أولاً: اكتساب الأخلاق الفاضلة من السيرة النبوية هي أفضل كنز و أعظم و أجمل من اكتساب الذهب و الفضة
أخواتي في الله : قبل أن أتحدث عن موضوعنا
فأقول لكنّ: إن هذا الموضوع الذي يتعلق بالأخلاق المحمدية كما ذكرنا تكون لنا نبراسا و درساً و خطى نخطو
عليها. ففي مقولة ابوبكر الجزائري في كتابه * يا محب *
( إن لذوي الأخلاق الفاضلة منزلة عالية, ففي الحديث الصحيح " أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم أخلاقاً ".
و أيضاً " إن من أحبكم إليّ و أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً "
و سُئل صلى الله عليه وسلم عن البر, فقال: "حـــــســــــن الخلق " و سُئل عن أي الأعمال أفضل. فقال : "حـــسـن الخلق " .
لذلك لكل هذه الأحاديث التي استندت بها قد ربما تفهمون ما أرمي إليه و ما اقصده من خلال هذه المقدمة من تلك
السطور القليلة عن الأخلاق .
إذن الموضوع أخواتي الغاليات هو :
الحــــــــــــــــــــــيــــــــــــــــــــــــــــاء
الحياء: إذ هو الذي جعله الله سبباً في دفع الفتن, الحياء الذي جعله الله سبباً في هداية الشباب نعم كيف لا و هو
الذي يتطلب و جوده في المرأة أكثر منها الرجل. كيف لا هو الذي إن عُدِمَ في البشرية أجمع تكالبت الفتن و
صارت لبدا ً علينا...
أخواتي في الله : ما أهم الحياء في حياتنا , ما أجمله حين تتحلى به الفتاة و حين تتحلى به المرأة عامةً
إن تساءلنا لماذا كثرت الفتن ؟
و لماذا تغيّرت أخلاقيات الناس ؟ فبكل بساطة نجيب : هو اختفاء الحياء
فإنا لله و إنا إليه راجعون.. من منا كان يتخيل ما أصاب بناتنا من عدم التمسك باللباس الشرعي.. إذ هو عنوان الحياء كله
قد لا ترتديه بعضهنّ جهلاً بحكمه. و لكن ألا نفكر بعقولنا و نأخذه من الناحية العرفية أنه من الاحتشام و التستر
و الحياء الذي يجب علينا أن نتحلى به نحن معشر النساء.
أخواتي في الله : قد تتساءلون سبب تطرقي لهذا الموضوع بذات و سبب ربطه بالحياء المحمديّ
لكني أجاوبكنّ: لأنه يعد أكـــــــــــــــســــــــــــــــــــجين الحياة
نعم هو الذي يترتب عليه حفظ الفتيات من عبث الذئاب و خطرهم , هو الذي يترتب عليه حفظ ونجاة الشباب من
الفتن , هو الذي يترتب عليه و لادة أجيال صالحة تربت على عدم الجري وراء شهوة النساء نعم فسبب الجري
وراء النساء و سبب المعاكسات وسبب انتشار الموضة الخليعة التي لم ينزل الله بها من سلطان كل هذا أساسه
عدم الحياء فإن التزمنا بالحياء و القينا وراء ظهورنا ما يأتينا به الغرب من موضات لا يرضى بها الشرع و لم
يحللها الله لنا كان هذا أكبر نصر لنا
قد ربما تتساءلون ما علاقة هذا الأمر بالسيرة النبوية؟
فنقول كيف أنه لا علاقة له بالسيرة النبوية و هو الحبيب المصطفي من علّمه لنا صلوات ربي عليه
و الحياء حقيقته: ( أنه تغيّر يسببه الخوف مما يكره قوله أو فعله أو يُذم عليه. و يظهر أثره في احمرار الوجه ,
و ترك ما يخشى معه الذم و الملامة , و هو في المرأة بمنزلة الشجاعة في الرجل , أي كما أن الشجاعة محمودة
في الرجل أكثر مما هي محمودة في المرأة فكذلك الحياء هو في المرأة محمود أكثر مما هو في الرجل )
نعم : فالحياء إذا توفر في بنات حواء جميعهنّ فلن تجد الفتن ثغرة لتدخل الى أصحاب النفوس الضعيفة..فالحياء
يترتب عليه أعظم ما يكون
" غــــــــــــــــض البــــــــــــــصر ". و إني لأعلم أن الحياء لم يكن في الحقيقة سبباً أو خلقاً وضعه الله لنا و علمنا
إياه رسولنا لغض البصر فحسب أو لسد الفتن فقط, لا والله فالحياء هو خلق يتوقف عليه جميع أمور حياتنا..
و لأن لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة, و بما أننا دوماً نأخذ تأديبنا و تربيتنا من سنته النبوية
العطرة فيجدر بنا أن نذكر حبيباتي في الله من مظاهر الحياء المحمديّ الذي يتجلى فيها بوضوح ما يلي:
أولاً : ما رواه الشيخين عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه و فيها قال : " كان رسول الله صلى الله عليه و سلم
أشد حياءً من البكر في خدرها , و كان إذا كره شيئاً عرفناه في و جهة ".
ثانياً: قول عائشة رضي الله عنها: " كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا بلغه عن أحد ما يكرهه لم يقل ما بال فلان
يقول كذا ؟ و لكن يقول :
(ما بال أقوام يصنعون أو يقولون كذا ), ينهي و لا يسمي فاعله."
ثالثاً : قول أنس بن مالك رضي الله عنه في رواية أبي داود قال : " دخل رجل على النبي صلى الله عليه وسلم به
أثر صفرة فلم يقل له شيئاً , و كان لا يواجه أحداً بمكروه ، فلما خرج قال : ( لو قلتم له يغسل هذا ) .
أي اثر الصفرة في الثوب.
رابعاً : قوله تعالى : ( إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحي منكم والله لا يستحيى من الحق ) (1)
فهذه شهادة الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم بالحياء و كفى بها شهادة.
أفلا ينبغي علينا بعد هذا كله أن نتمسك بالحياء الذي كان عليه حبيبنا صلى الله عليه وسلم ؟!
أسأل الله تعالى أن يرزقني و إياكم حسن الخلق, و أن يرزقنا جميعاً الحياء في جميع أمور حياتنا و بنات المسلمين
اللهم آمين
وصلى الله وسلم على آله وصحبه أجمعين
سبحانك اللهم و بحمدك اشهد إن لا اله إلا الله و إن محمد رسول الله
و السلام عليكم ورحمة وبركاته
| |
|